منتديات شباب المحجزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حلم ألأجودي (قصة من الواقع )

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

حلم ألأجودي (قصة من الواقع ) Empty حلم ألأجودي (قصة من الواقع )

مُساهمة من طرف الحـــــر الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 7:53 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباحكم / مسائكم ورد

قصه اقل مايقال عنها رووعه

أعجبتني وأن شاء الله تعجبكم (:



عفوا القصه مسروقه من الواقع :



لم يكن خبر تعييني مفرح فـ حسب , بل كان حلماً تحقق, وغاية وصلتها ,وأول حجرة أضعها في بناء مستقبلي.تم التعيين , ولكن الأمر الذي شوّش هذه الفرحة , هو انه بـ مدرسة في إحدى الهجر في منطقة الشمال , هجرة بعيدة عن القرية , والقرية بعيدة جداً عن المدينة ,و رغم استيائي إلا أني تفاءلت بحركة نقل لن تطول,أعددت العدّة وشددت الرحال ومشيت في يوم ثلاثاء .كان الطريق من الرياض إلى القصيم ممتع جداً ومن القصيم إلى حائل مخيف نوعاً ما , ثم جلست بضعة ساعات في حائل , وبعده توجهت إلى منطقة الجوف طريق يشق قلب الصحراء لا يخلو من الشباب العابث الغارق في " التطعيس " لا سيما انه يوم أربعاء يومٌ مقدّس لمثل هذه الهوايات . و لا يخلو من الحفارّات وآلات التعبيد الثقيلة والكثير الكثير من السيارات الضخمة التي ترعبني بكثرتها , ف الطريق مازال قيد الانشاء .وصلت ل دومة الجندل بعد ثلاث ساعات ثم توجهت بعدها على قرية تبعد عنها قرابة 40 كم وصلتها بمشقة , وسألتهم عن تلك الهجرة وكانت تبعد عنها ب 15 كم ولكن بطريقٍ وعر وصعب , وصلت قُبيل صلاة العشاء , هجرة بسيطة جداً , بيوت طينية , وطرقات صغيرة , مسجد , ومدرسة , و بقالة في غرفة حديثة , وبعض من الأراضي التي حولت إلى مزارع بدائية تحوي مجموعة من النخل وأشجار الزيتون كنت أجول بناظري فيها و أنا جالسٌ بالسيارةالأنوار صفراء ضعيفة , والسكون قد خيّم عليها ,أخذت هاتفي لأتصل بأحد أصدقائي و أخبره أني وصلت , وصعقت حين رأيت الشبكة المعدومة تماماً عدا برجاً واحد يظهر ثم يختفي !!

انتظرت حتى صدح المؤذن , فتوجهت إلى المسجد , أكتمل صفاً واحداً فقط , وبعد الصلاة سلمّت عليهم وأخبرتهم أني مدّرس جديد , استقبلوني بحفاوة وتكريم وكُلاً كان يُلّح علي أن يضيّفني , فكان المؤذن ( أبو بدر ) هو المقصود بوجهتي ,





الأيام الأولى كانت صعبة جداً , كان سكني في بيتٍ شعبي صغير ( غرفتين ودورة مياه وفناء كبير يتوسطه بئرٌ مردوم وشجرة أترجة ) نوعاً ما مريح , كنا مجموعة , مدير المدرسة ( الأستاذ / منصور ) من منطقة الجوف نفسها والمدرسين ( عامر من الحدود الشمالية ) و ( حسين من الشرقية ) و ( أنا وليد من الرياض ) , أمّا المدرسة فكانت هي أيضاً بيت شعبي متهالك , ولا حاجة لهم للترميم فـ عدد الطلبة لا يتجاوز الأربعة عشر طالباً , صبية فقراء وبسطاء , علمهم شظف العيش وقسوته , أن الدنيا لن تأتي على طبق من ذهب , ولا بفرش مخملية , بل بالكتاب والقلم , رأيت فيهم حدة الذكاء , وسرعة البديهة , رغم تحملهم للمسؤولية وهم صغار عليها .


كان نصيبي من المناهج , الصفوف الدنُيا , سِـتة طلاب , ثلاثة في الصف الأول , وواحد في الصف الثاني , و اثنان في الصف الثالث ,
كنت أرتب الحصص بينهم , فلا احتاج إلا عشرة دقائق فقط لشرح الدروس , لكن ما كان يقلقني هو ( ضاري ) كان الوحيد في الصف الثاني فمرات أخذه معي للأول وأدرسه معهم , ومرات أخذهُ معي للصف الثالث لأني استخسر أن اجلس عشر دقائق أو ربع ساعة لطالب واحد !


مضى على هذا الحال شهر , رغم الغربة التي تضيق بالصدر , إلا أني بدأت بالتأقلم مع هذه الهجرة وأهلها الطيبين ,
بعد صلاة العصر نجتمع في أحد ( الاسوقه ) كما يسمونها ,
وهو الممر الذي يفصل بين البيوت الطينية , يكون هذا المكان , بين بيت ( ضيف الله المذّن ) وبيت العم ( أبو راجح )قهوة ورطب و( سوالف ) وتعارف .
مرّ الصبية يلعبون ومن بينهم ضاري , لا أدري لِمَ هذا الصبي يثير في داخلي مشاعر الأبوة , اشعر انه ابني أو بتعبير أدق , أتمنى لو أن أكون أب لولدٍ مثله , مازحته
( ضاري خلصت دروسك ؟ ولا تلعب والدروس بالبيت هن يدرسن لحالهن ؟!! )
خجل منّي , واختبئ خلف أصحابه ,
قال أبو راجح ( والله أن تكسب اجر في الصبّي يا وليد ! ,,
يتيم ولا عنده إلا أمّه و أخته , وتعرف الولد يبي له رجّال يربيه , أحرصه عليه و أنا أبوك و أبوه كان رجالّ يُشهد له بالخير )
حزنت من كلام أبو راجح , وأثار شفقتي ضاري أكثر , وعرفت لم هذا الحزن الذي رأيته في عينيه , هو حزن اليتامى , وكسرة قلوبهم,
التي دائماً تظهر على وجوههم , حتى وان لم يقصدوها أصلاً .

حرصت على ضاري أكثر,

لكن مازال يتبعني بين الصفين ومازلت ( استكثر عليه ) أن اشرح له وحده !
حتى أعطاني دفتر المتابعة لأسجل له واجباته , وجدت فيه ورقة , قرأت فيها : ( أستاذ وليد , سلامٌ من الله عليك
ساءني ما حكى لي ضاري عن تنقله بين الصفين , مما سبب له تشتت في المذاكرة واختلطت عليه الدروس , أتمنى أن تعطيه وقت مخصص له من بعد إذنك ونكون لك من الشاكرين )


تعجبت من هذه الرسالة , الخط مكتوب بشكل أنيق جداً , والأسلوب هادئ وبأدب !
( ضاري من مين الورقة )
( أختي يا أستاذ )
كتبت أسفل الورقة ( عذراً سيدتي , سيكون ما أردتي إن شاء الله )
عرفت أن هذا الحدث سيغير شيئاً ما في حياتي ,
كنت أرى أن هذه الورقة هي ( من رسائل القدر ) كما يقولون .


انتظرت العصر على أحرّ من الجمر , وبعد الأذان مباشرة جلست بجانب العمّ أبو راجح
( وتحدثت له , سألته عن كل شي في الهجرة , بدقّة , أهلها , ظروفهم , حياتهم , حتى وصلت لـ " ضاري "
من يعولهم ومن يهتم بهم ؟ )
أخبرني " ان والده اسمه ضاري مات قبل أن يولد وله من الأخوة صالح و مزنة
صالح يدرس في الخارج منذ ثلاث سنوات , ومزنه هي المسؤولة عنه لأن أمهم ليست بصحة جيدة "
الذي كان يدور في خلدي وقتها , كيف تعلمت مزنة الكتابة , مع انها لا توجد مدرسة بنات في الهجرة !


بعدها بأيام في اجتماع مع المدير , كنّا نحاول جاهدين رفع أوراقنا لطلب النقل , وكان هناك شد وجذب ,
نعرف أن الأمر يطول , ولكن علينا ان نسعى من الآن , حاول ( الأستاذ / منصور ) ترتيب الجداول بحيث يكون
هناك إجازة لكل معلم أسبوع كل شهرين , ويغطي مكانه زميله .

بعد شهر حان وقت إجازتي , فتحت دفتر متابعة ضاري وكتبت

( سأغيب عن المدرسة أسبوع أو عشرة أيام , أتمنى أن تكون فترة مراجعة لـ ضاري ,
إن كان هناك ما تحتاجونه أو ما ينقصكم , أخبروني )
أغلقت الدفتر ووضعته في حقيبته حتى لا ينتبه له احد
وقلت له ( وش تبغاني أجيب لك ؟ )
( ابتسم : قص ولصق مثل الي مع العيال )


بعد العشاء طُرق الباب علينا , دعاني " حسين " بلهجته المفخمّة
( ضارُيَ عند البُاب يبيك )




.
.


خرجت له ( هـلا ضا اا )
.. اتسعت عيناي, وتجمدت الأحرف, رأيتها , تقف هناااك بعيداً عني لكن رأيتها .
لا ادري مالذي انتابني حينهاشعور غريب , هناك صوت في داخلي يقول هذه لك , او لا ادري ولكن هي التي اريد ,
لست متأكد , لكن على يقين ان هناك شيئاً سيكون !
امسك بيدي الصغير , وسار بي إليها , وأنا أسير ببطء شديد ,
( إحم , هلا , سمّي ؟ )
( ادري يا استاذ وليد انك مستغرب , بس أنت قلت انك تبي تسافر اليوم , والله ما تتخيل كثر فرحتي ,
بأكلفّ عليك , وبطلبك توصل هذي الرسالة لأخوي صالح بلندن , من زمان ما أرسلنا له , ولا علمناه بأخبارنا .. .. ..


كانت تتحدث و أنا سارح في صوتها , جادة واثقة ولكنها عذبة جداً , لم انتبه الا حين وضعت الرسالة في يدي وقالت
( وهذا العنوان عليها , الله يجزاك خير , ومشكور )
أمسكت يد أخيها ومضت , تسمّرت في مكاني ارقبها حتى دخلت بيتها , لم أرى ملامحها , غطاءها كان ثقيلاً ,
ولكن هناك عذوبة شعرت بها , لا اعرف كيف يكون الرجل في لحظة كأنه طفل صغير ,
بل يكون في لحظة كتلة عاطفة , تغيب عنه العقلانية , والمنطقية , وحتى الخطط التي رسمها وخطط لها )


قلبت الرسالة وفي نفسي أقول هي خدمة إنسانية , لا أكثر , ربما إنسانية وربما هي بداية لشيء سيكون !

رجعت إلى الرياض , وهذه المرّة في قلبي حنين , أفكرّ في ما حدث لي و أعاتبني كيف لي أن أتدهور هكذا,
جئت للعمل ليس غيره , و أمامي طريق طويل ,
الغريب أني بطبعي عمليّ وجدّي أكثر من اللازم أسعى لأحقق أعلى هدف لا أريد ان أكون مكانك سرّ ,
أرغب بأن يُشار إليّ بالبنان بعد 10 سنوات أو 15 سنة , أريد أن أكون قدوة يُقتدى بي , أطمح لأن أكون و أكون و أكون ,
ثم يصفعني ذاك الموقف ويعيد بذاكرتي إليها , لأغمض عيني وأعيد ذاك المشهد بكل تفاصيله .

انتهت إجازتي ورجعت إلى الهجرة , كان طريق العودة شاق ومتعب جداً ولكن في داخلي خفقات تزداد وتنخفض تشغلني عن أي تعب .
وصلت متأخراً , أي بعد الساعة التاسعة ليلاً , ترددت بالذهاب إلى بيتهم ,
ولكن شوقاً هاهنا يشتعل ويتوق لرؤيتها , توجهت إلى بابهم , وقفت بالقرب منه , ثم خجلت ,
بيت لا رجل فيه كيف لي أن آتيه بهذا الوقت !!

ليلة طويلة , ذكرتني بليلة العيد ,حين ( انتظر الفجر بلهفة ) وأرقب الصبح , واحسب الدقائق ,
حتى نادى ( ضيف الله المذّن ) لصلاة الفجر , تأهبت مسرعاً لأحضر الصلاة ,
وبعدت ان انتهينا جلست في المسجد انتظرهم ينصرفون , حتى فلق الصبح ,خرجت ,
تلفت يمنة ويسره سرت بضع خطوات وتوقفت , تنفست بعمق ثم أكملت طريقي , طرقت طرقتين ولم يجب أحد !
طرقت الثالثه وفتحت الباب.


كانت عيني بعينها , ثواني !! لا لحظة فقط
ثم توارت من وراء الباب ,
وضعت الهدية
( ذي لضاري , وترى الرسالة أرسلتها و حطيت عنواني عليها وان شاء الله اذا ردّ أجيبها لكم بأقرب وقت )
لم أنتظر ان اسمع منها ردّ , بل مضيت على عجل , يكفيني تلك النظرة , وتكفيني هذه الصورة , وجهاً لوجه
دون أي حاجب , التقت عيناي بعينيها , صحيح كنتُ متلهف لرؤيتها لكن لم اتوقع بهذه السرعة ,
ما اقول الا( يامحاسن الصدف ) .

ومن بعدها في نهاية كُل أسبوع اكتب في دفتر متابعة ضاري ملاحظة مبهمة
( أمّا ان اكتب مازلت انتظر ! أو ان اكتب أخشى ان أكون مقصرّ في الشرح ! )

وتجرأت ذات مرة فـ كتبت
( تمَادَى بِيْ جفَافْ المَا / وَ انَا ابْنِي مِنْ حَنِيْنِي بِيْتْ
أَدَّوِّرْقَلْبْ يِشْبَهْنِيْ ..ومَرِّ العُمْر مَانِلْتَه )





انتظرت ان تردّ أو تكتب لي شيئاَ ولكن خاب ظني , ندمت على فعلتي تلك لربما هي فكرت بأني سيء النية !
ومع اني لا أشعر باستقرار حتى في عاطفتي , اصبحت متهوراً ولا افكر فقط قلبي هو الذي ينبض وانا اسمع له ,
توقفت عن كتابة الملاحظات , فقد أيقنت في نفسي أنه إلى هنا وكفى , أن كانت قبلت مني هذه المشاعر فلها ان ترد ,
وإن لم تقبلها , ( يادار مادخلك شر )
تجاهلت الأمر حتى تناسيته , كنت احاول انا اختم كل مناهجي واتأكد من دفاتر الطلاب
فتحت دفتر متابعة او بالأصح دفتر المذكرات فقد بات دفترً لمذكراتي لادفتر متابعة طالب
كتبتْ لي في اخر الصفحة
(وينك .. ويرجع لي صدى الصّوت [وينك]..!
.............. أقرب بعيييد ....\ وصرت .. : أبْعَد قريّب ....!
ياللي .. نسيت الصبْح .. واغْمَضْت عينك
............. [ لاعااد تنسى .. طفلة الصبْح:... طيّب..!] )


ارتعشت يدي , وخفق قلبي بقوة , أخيراً ( ياشيخة مابغيتِِ تحسين )


قُبيل منتصف الليل , الهجرة ساكنة , وسواد ليلٍ حالك , خرجت قاصداً ذاك المكان بالقرب من المدرسة ,
امتار وهناك كومة من احجار وإلى جانبه بعض اشجار صحراوية وخلفها غرف طينية كانت مأجرة يوماً ولا يسكنها احد الآن .

انتظرت اكثر من ربع ساعة , حتى سمعتها تهمس ( وليد ! )
( لبيييييييييييه )
اقتربت مني حتى ظننت انها سـ تحضنني
ثم تراجعت قليلاً , لهفتها لي كانت أكبر بكثير من لهفتي , صوت انفاسها مضطربة , مرتبكة , خائفة , خجلى ,
حزينة .
( وليد صدق انك تبي تخليني ؟!)
نبرة الحزن في صوتها تقتل , لم أتمالك نفسي وانا اراها هكذا , ضممتها بقوة , ( وانا اقدر اخليك ؟! )

في لحظتها اتخذت قراراً صارماً , سأرفض ( النقل ) وأبقى بقربها ,
وتمّ ذلك , رفضت النقل , رغم أنهم قالو لي ان فرصتي فيه لن تتكرر قريباً , ومع هذا قبلت.

لكن هذه السنة تبدّلت الأحوال ,كنّا نلتقي في نفس المكان وفي نفس الوقت,
أعتدنا على ذلك , لا لم تكن عادة , بقدر ماكانت حاجة , احتاج لوجودها قريبة مني , عرفتها أكثر ,
لا تشبهني ابداً , عاطفية , حزينة , مكسورة , لكن في داخلها ( عناد ) لو كسرت به الصخر لجعله رذاذاً
عرفت انها تدرس انتساب في احد القرى , وقد وصلت لمرحلة الثانوية , على انها تصغرني بأشهر فقط !
ومع هذا ارى في افآق تفكيرها تعدت الهجرة والقرية والمدينة ,
أحنّ إليها وهي معي ,
أعترفت لها بحبي , وباحت لي بحبها ,
كُنت اسألها دائماً , مارأيك بي , فتجيب ( أجودي )
كُنت أقول لها مالذي أعجبك بي فـ تردّ ( لأنك أجودي )
طيب ماهو الجود عندك ؟ قالت أن تكون طيب القلب , اصيل , كريم , فيك نخوة وشهامة , صادق ,

وعلى خجل قالت لي , طيب وأنا ؟ وش أعني لك ؟
قلت : ( انتِ حلم ) حلم كنت أحلم به , اتمنى أن التقيه , اتمنى ان يتحقق لي يوماً وهاهو , بين يدي
بإختصار ( انتِ حلمي , يعني حلم أجودي )

هكذا كانت ليالينا , اسرار , حكايات , اغاني اماني , نحلم ونحلم , حتى صدمتني يوماً

( وليد وش اخر طريقنا ؟ )في الحقيقة لم تصدمني , لأنه كان تساؤلاً يدور في خلدي إلا أني اتهرّب منه
ولكن , صدمني الواقع , لأنه لا بد من نهاية لهذا الطريق , صحيح انه لم يكن بإرادتنا , إنما ساقتنا الأقدار لبعضنا
وهذا لا يعني ابدا ان نبقى معلقين , فإلى متى سأرفض ( النقل ) وإلى متى سنبقى نلتقي خفية ؟ وإلى متى تكون مشاعرنا يتيمة !!
كان هناك تردد يجول في حنايا صدري , قطعت حبله وتكلمت
( مزنة انا أبيك زوجة .. ترضين بي ؟! )
ظننت منها ان تطلب وقتاً لتفكر , أو انها تتظاهر بذلك . ولكنها كانت قوية في ردّها علي
( وليد , أنا لو ابي اتزوج غيرك , كان ماشفتني هنا , )
أتفقنا على ان تمهدّ الموضوع لأمها , ولأخيها صالح , حتى اتقدّم لها رسمياً ,
رسمت كل خطوة سنخطوها معاً فكرت أن أقدم نقل للرياض , واخذها هي وضاري وأمها َ!
لأني اعرف انها تودّ ان تكمل دراستها في الجامعة !
رتبت اموري مع مدير المدرسة , رفعت اوراقي للنقل , فما الذي سيبقيني هنا !
بعد ايام , جاءت لي برسالة كتبتها لصالح , وقالت: لي ان أمها فرحت بي .
و أنها ستكلف العمّ ( ابو راجح ) في هذا الأمر ,
أرسلنا الرسالة الى لندن وكنت خائفاً نوعا ما من ردةّ فعله , خشيت ان يساوره الشك ,
او يبدأ بالشروط والتعقيدات ,
مرّ شهرين , وتسرّب الخبر بين أهالي الهجرة فالكل يعرف
( ان مزنة تحب الاستاذ )
أحزنها هذا الكلام وكثرته , وعدتها ان اخر الشهر حين اعود من الرياض , سيكون والدي معي وينتهي الأمر .
وصلت الرياض , و وصلني البريد من صالح , وكان موجهاً لي انا شخصياً ,
كتب فيه ( أمر اختي بيد العم ابو راجح , أن قَبل , فأنا راضِ )
من شدّة فرحتي , كدت أن اعود للهجرة قبل أن اخبر أهلي بالموضوع ,
خلاص , الحمد لله تمّ ,
توجهت لبيت أختي الكبرى , وأخبرتها بهذا القرار , وطلبت منها ان تفتح هذا الموضوع مع والدي,
لأنها أكبر مني سنأ , و أثق بها وبرأيها ,
انتظرتها حتى خرجت منه,واتصلت بي ( وليد ابوي انبسط بالخبر , بس يقول نبي نسأل عنهم )
( هاه , طيب , انا سألت عنهم , مايكفي ؟؟! )
( لا هو بيسأل بنفسه ويقول انتظر الشهر ذا )


رجعت للهجرة ومعي رسالة صالح , اعطيتها إياها , وفي عينيها تعجبّ!
أليس المفترض ان أكون انا واهلي هنا هذا الاسبوع ! .

( مزنه انا قلت لأبوي , بس تعرفين في امور واشياء لازم تتم عن طريقه , لكن ان شاء الله أخر الشهر بأجي انا واياه )
مرّ هذا الشهر والشهر الذي يليه والثالث والرابع


وصلت حركة النقل الثانية وكان اسمي له الأولية ,
جاءتني هذه المرة وهي متذمرّة ,
( الحين كم لنا شهر وانت تقول يبون يجون اهلك ؟ الناس بدت تكلّم , وانا تعبت , والحين بتنقل ؟ )
( مزنة أنا وعدتك ؟ بإذن الله بأجي وبطلبك رسميّ , ولا راح اخليك )
دمعت عينها وهي تهمس لي ( طلبتك لا تخذلني )
همستها هذه اقسى علي من طعنة السكين , حمّلتني أمانة عظيمة , احبها وأريدها , ولكن الأمر أصبح أكبر من الحب ,
وصل للوعد , والرجل يُعقد بلسانه !

قبل ان استلم إخلاء الطرف من مدرستي ,
ذهبت لوالدي , فـ الأمر اخذ وقتاً طويلاً
تكلمت معه , وفاجأني برفضه !
( انا رافض هالبنت ولا عندي غير ذا الكلام )
السبب طيب ؟
( بدو , وانت عارف ان اختلاف البدو والحضر كثير ,
وصعب انك تستمر معها او حتى هي تتعود عليك )
بس انا أبيها , أقصد سألت عنها وكل شي فيها يعجبني ,
اقصد فيها كل المواصفات الي انا ادورّ عليهاوبعدين متعلمة ,
( حتى وان كان , البدو يظلوّن بدو ) .
هذه اللحظة , كنت عاجزاً عن التصرف ,وعاجزاً عن التعبير , وعاجزاً عن الكلام , وعاجزاً عن أي شيء .








وذات يوم , عُدت للهجرة لأستلم إخلاء الطرف , تجولت فيها على عجل , وقفت في مكاننا الذي نلتقي فيه ,
وبكيت , بكيت , بكيت ,كتبت لها برسالة وضعتها تحت الحجر الذي تجلس عليه








كم مرّه كلمتك هنا ياحبيبه
..........................كم مره هنيّا ضحكتي أو هنااااااك !
راحت بك الدنيا وصرتي غريبه
.....................وأنا عجزت أنسى مع الوقت ذكراك
هو ليه كلٍ ماله إلا نصيبه
.....................يحب ذا .. وتحدّه أيامه لذاك!!
ليت الأماني في مداها قريبه
.....................وأنوش حلمٍ ضيّع العمر ويّـاك
هو صدق لأحلام الأوادم ضريبه؟
.....................وأنا دفعت مقابل الحلم فرقاك !؟












ومازال الأمر معلقاً , ومازالت مزنة ( تنتظرني )
ولازلت (عاجز ) [/color]
الحـــــر
الحـــــر
,,
,,

عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 05/09/2009
العمر : 40
الموقع : قلــــــــــــــــــــــــــــــب خلــــــــــــــــــــــي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حلم ألأجودي (قصة من الواقع ) Empty رد: حلم ألأجودي (قصة من الواقع )

مُساهمة من طرف اابن الغدو الخميس أكتوبر 29, 2009 2:42 pm

الحر
شكرآ على القصة
اابن الغدو
اابن الغدو
,
,

عدد المساهمات : 847
تاريخ التسجيل : 12/09/2009
الموقع : بعيد كل البعد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى