أطفال ومسنون يقاومون بطالة السلطة وفقرها
صفحة 1 من اصل 1
أطفال ومسنون يقاومون بطالة السلطة وفقرها
كفاح مستمر وصراع مع مستقبل مجهول..
أطفال ومسنون يقاومون بطالة السلطة وفقرها
مروان ووسيم ) طفلان صغيران دفعت بهما البطالة والفقر خارج أسوار المدرسة بحثا عن الزرق ولقمة عيش كريمة بعد أن جارت الظروف القاسية والصعبة بأسرتيهما وحولتا حياتيهما إلى جحيم لا يطاق.
يعمل الطفلان في مجال جمع المخلفات البلاستيكية (المرتجع) من مختلف القرى والعزل، وهو مجال قد لا يكون مربحا لكنه جديد ولم ينتبه له الكثير.
إنهم بحق أناسا يستحقون أن يقف لهم المرء إجلالا وتقدير .. كيف لا وقد تغلبوا بإراداتهم القوية على صعوبة الوضع المزري، ينقبون في الصخر وينتزعون منه لقمة عيش حلال صافية نقية لا تلوثها أية شائبة
أجسام نحيلة، صغيرة الحجم ، لكنها كبيرة بكبر ما تبذله من جهد مثمر، يجهدون أنفسهم كثيرا ليصنعوا الفرحة لصغار ينتظرونهم في البيت بفارغ صبر، وبعزيمة فولاذية تمردت على صعوبة الأوضاع وقسوتها، انتصروا على الفقر والفاقة والجوع.
يخاطرون بأرواحهم بالصعود إلى مختلف المناطق الجبلية الوعرة عبر سيارة (شاص قديم) يشبكون دبات الماء وغيرها من الأدوات البلاستيكية المتهالكة التي يجمعونها من الأزقة والحواري في القرى والعزل من على رؤوس الجبال والأودية وتسويقها لصاحب الطاحونة وفق حديث مروان، ليقوم هو بدوره بتكسيرها ونقلها إلى مصانع البلاستيك لإعادة إنتاجها من جديد.
الغداء عبارة عن صحن الرز ونفر مشكل يتقاسمونه مع مالك السيارة الذي يمتهن العمل نفسه، لا يستطيعون تناول أكثر من ذلك لأن ميزانيتهم لا تسمح بأكثر من ذلك وإلا فلن يتمكنوا من توفير قيمة الكيس الدقيق وجلن الزيت للبيت.
لم تترك حكومات الحاكم وبرامجها الخاطئة مجالا للتفكير في فرصة عيش كريم وهانئ يكفي لإعالة أسرة فقدت عائلها في ظل وطن يصر حكامه على تجويعهم قسرا، وطن حوله حكامه إلى جحيم بعد أن نهبوا ثرواته ومدخراته وحولوه إلى قبو لا يحوي سوى حاشيتهم.
طابور كبير أمثال هؤلاء الصغار لم تبق السياسات الخاطئة لأسرهم من خيار سوى الدفع بهم مبكرا إلى سوق العمل لتدبير متطلباتها من القوت الضروري تسد به رمقها، مخاطرة بحياتهم في المجهول.
استبدلوا حقيبة ودفاتر المدرسة بأكياس النايلون ومقاعد الدراسة بشباك السيارة ومزابل البيوت، لا متسع لديهم للراحة وملاعبة الأقران فالوقت كله ساعة عمل.
كم هو العائد الذي يمكن أن يتقاضاه موظف أو عامل في مهنة محترمة، مقابل لهيب الأسعار وجنون احتكار السلع الذي نفاجئ به بين الحين والآخر.
الحياة كما يقول مثنى غدت بالنسبة له كفاح مستمر وصراع مجهول مع المستقبل الذي تكاد تكون فرصه منعدمة تماما في الوقت الراهن، فلا تعليم لأبنائه، ولا صحة، ولا ولا ... بشكل ينبئ أن أولاده يواجهون نفس المصير، وبالتالي لا أمل يلوح في الأفق بتخطي مثل هكذا وضع إلا إذا ثمة معجزة نزلت لإنقاذه من السماء .. وهي وحدها (إرادة السماء) من ستنتشلنا من وضع لا يرحم.
يستحضر المرء شعارات من قبيل يمن جديد.. مستقبل أفضل .. التي نال من خلالها الحاكم ثقة الجماهير وإمكانية قدرتها في تدارك حالات كثير من هذه؛ أم أن الأمر لا يعدوا عن كونه كذب في كذب، وشعارات ذهبت مع الريح بمجرد إعلان الفوز.
بائع الجزر
ليتخيل احدنا قدر العائد المادي الذي سيجنيه رجل كهذا من (ربطة جزر) يلوح بها على المارة من أصحاب السيارات طوال فترة الظهيرة، يكابد حرارة الشمس الملتهبة، لكنه الفقر وانعدام فرص العمل.
يبيع "عبده" الجزر الأحمر على الخط العام بدمت بالقرب من أحد (المطبات) والأخير أضحى صديق حميم،
بعد أن صارت الحياة بالنسبة له كلها مطبات أو بالأصح مطب كبير يستحال تجاوزه بسهوله ويسر في ظروف كهذه
لا شك إن الحاجة والعوز هما من دفعا بالرجل إلى تحمل وميض الشمس واصطباره عليها لساعات متواصلة..
أناسا كهؤلاء.. بلا شك يرسمون مشاهد تستحق التقدير خاصة وهم يضربون أروع مثال للسعي وراء لقمة العيش الحلال؛ ولو لا جلد هؤلاء وصبرهم وقوة عزمهم لكانت أرصفة الشوارع والجولات هي موقعهم الطبيعي، هذا يطلب المساعدة لأسرته المنكوبة بحادث مروري أو حريق شب بمنزله، وذاك يعرض صورا ووثائق تحكي تعرضه لمرض عضال .. وغيرها من مشاهد تزخر بها هذه الأرض التي حولها حكامها إلى ضيعة لا تتسع سوى لحاشيتهم والمقربين منهم .. ولا مكان فيها إلا لمن سخروا إمكانيات البلد وموارده في خدمة بقاء الحاكم.
الفقر والبؤس .. مشاهد تعج بها البلاد عرضا وطول أنتجها سياسات حكم فاشل وفق تقارير الدولية ..
خطأ تلك السياسات طال كل شيء في هذا الوطن بدء بحياة غالبية شعب أشبعه حكامه جوعا وفقرا وبطالة لدرجة أن صار رصيد الفرد فيه يضاهي أعلى مستوى بين دول العالم ..!! من حيث " الوعود الكاذبة طبعا وليس الدخل المالي".. شعب يمن عليه حكامه بأن منحوه الحرية (قول ما يشاء لقاء أن يعملوا به ما شاءوا)، فهم أخرجوه من الجحيم وحولوا حياته إلى جنة؛ فيما هو لم يزل الشعب الوحيد على ظهر المعمورة لا يبارح تفكيره فكر إنسان بدء الخليقة (البحث عن الماء والغذاء) وغيرها من أسياسيات الحياة.
وحده اليمني يصحو وعينه على قطرة الماء الغائبة، وحده لا يزال بلا قيمة أو وزن بين الأمم، عرضة للظلم والاضطهاد في الداخل والخارج، مصادرة حريته، منهوبة حقوقه، تتقاذفه الأهوال الأزمات من كل جانب دون أن يستقر به حال.
وإزاء كل ذلك ما الذي يمكن أن يعني له الوطن ؟؟!! ، وما الذي يمكن أن تمنون به على شعب تجرع مرارة الجوع والفقر التي أنتجتها سياسيات حكمكم فخامة الرئيس وأصبح هذا هو حاله !!.
وما الذي يمكن أن تقولونه في حق ابن بلدكم في ظل ظرف صار من نافل القول بأن اليمني غدا غير ذي قيمة خارج وطنه ؟!.
إن الوطن بالنسبة لعاطل عن العمل ليس سوى وظيفة تغير من وضعه للأحسن وتنقله خطوات للأمام ، ولم يعد يمكن متسول سوى أكثر من جولة أو رصيف يفترشونه (لطلبة الله).
مواضيع مماثلة
» سياسيون: فساد السلطة هو الرابط الوحيد بين الحوثيين والحراك
» حميد الأحمر يدعو الرئيس للتنحي عن الحكم وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي
» حميد الأحمر يدعو الرئيس للتنحي عن الحكم وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى